الزراعة بالعقل “القطع” هي إحدى أنواع التكاثر الخضري “اللاجنسي” والعقلة هي جزء خضري يتم فصله من ساق النبات الأم، ليستحث في ظل الظروف الملائمة على تكوين الجذور والساق والأفرع والأوراق مكونة نبتة جديدة مشابهة للنبات الأم من حيث الخصائص والسمات لتطابق التركيب الجيني بها.
وتنقسم أنواع الزراعة “التكاثر ” بالعقل إلى أربعة أنواع رئيسية بناء على الجزء الذي تم قطعة “فصله” عن النبتة الأم:
- العقل الورقية المبرعمة:وتتطلب مجموع جذري.
- العقل الورقية غير المبرعمة:التي تتطلب تكوين مجموع جذري وفروع.
- العقل الساقية:تتطلب مجموع جذري كذلك.
- العقل الجذرية:تتطلب تحفيز العقل على إنتاج أفرع جديدة.
الزراعة "الإكثار" بالعقل في النبات أولاً – يتم قطع جزء من ساق أو أفرع النبات “العقل” بناء على صنف النبات المراد زراعته ونوع الزراعة بالعقل المستخدم.
ثانياً –يتم زراعة العقل التي تم فصلها عن النبتة الأم في وسط الزراعة (التربة الزراعية) سواء في المساحة الزراعية مباشرة أو في أصيص ليتم نقلها لاحقاً لمساحة أكبر مناسبة للنمو. ويتم ذلك من خلال وضع العقل في تربة رطبة تحتوي على درجة مناسبة من الحموضة والمواد الغذائية الضرورية لها للإنبات، مع مراعاة ترك ما بين عقلة إلى 3 عقل من القطع المستخدم أعلى سطح التربة لتكون الأفرع والأوراق ظاهره أعلاها. بجانب ذلك يجب توفير الرعاية اللازمة للنبتة وتوفير ظروف النمو الطبيعية الملائمة من درجة حرارة مناسبة ومياه وضوء وريها بالقدر المناسب بإنتظام. لاحظ أن كافة تلك العوامل نسبية وتختلف بناء على صنف ونوع النبات المزروع.
ثالثاً – بمرور الوقت ومع الإنتظام في توفير ظروف وعوامل النمو المناسبة ستلاحظ نمو البراعم مكونة أفرع في الهواء بينما إمتد المجموع الجذري في هيئة “جذور عرضية” أسفل سطح التربة. يبدأ النشاط الكيميائي الحيوي بالتزايد في منطقة القطع بالعقلة، حيث يزداد سريان البلازما بالخلايا وعمليات التنفس وتبادل الكربوهيدرات والبروتينات بها. لتبدأ الأفرع بتهيئة الجذور بالمناطق الداخلية للفرع معتمدة على خلايا الأنسجة (من خصائصها التمايز المعاكس) التي تتواجد بجوار حزم أنابيب النقل داخل العقلة.
تتكون الأنابيب الناقلة داخل الجذير النامي من العقلة متصله بحزم الأنابيب بها، حيث تستمر الجذوربالنمو عبر أنسجة الساق. تظهر بعد ذلك أوراق صغيرة الحجم في البراعم أعلى العقلة لتتحول مع الوقت إلى أغصان وفروع جديدة. كما يلاحظ ظهور نسيج ملتئم على هيئة كتلة من “الخلايا البرنشيمية” يطلق عليها “الكنب” في بعض الحالات لحماية الجذور من التعفن. الزراعة بالعقل في نبات الكسافانا يمكن تقسيم العوامل المؤثرة على الزراعة “الإكثار” بالعقل ومدى نجاحها إلى عوامل داخلية وعوامل خارجية، نستعرضها عليكم كما يلي:
العوامل الداخلية
- عمر العقلة
- موعد فصل العقلة من النبتة الأم
- المستنبت الذي تم إستخدامه
- منظمات النمو
العوامل الخارجية
- المياه “الرطوبة”
- درجة الحرارة
- التربة
- الضوء
- موسم الزراعة
- توافر المواد المغذية للنبات في التربة
- الأمراض النباتية والأوبئة والأفات
يعد عمر العقلة من العوامل المؤثرة في نمو النباتاتالتي يتم زراعتها وتكاثرها بتلك الطريقة خاصة بالنسبة للأشجار متساقطة الأوراق والأشجار الإبرية التي تنمو منها الجذور بصعوبة. حيث أن العقل التي تم فصلها من أحد الفروع الجديدة تنمو جذورها على نحو أفضل مقارنة بالعقل التي تم فصلها من أفرع بالغة أو متقدمة في العمر. السبب وراء ذلك يكمن في أنه كلما تقدم العمر بالأفرع تنخفض معدلات المواد المنشطة لإنماء الجذور، بينما تزداد معدلات المواد التي تعيق نموها. لذلك يتم إعتبار الأفرع النامية حديثاً كل عام في البساتين والمشاتلمتاحة للتعقيل. يجب أن يتوافر قاعدة جيدة لإلتصاق الجذور تضم رطوبة ثابتة وتهوية جيدة بجانب تربة مناسبة (يفضل التربة الرملية) لإستخدام مستنبت التجذير. وعلى الرغم أن أنواع مستنبتات التجذير كثيرة إلا أن المستنبتات التي تحتوي في خليطها على مادة “الفيرميكيوليت” ينصح بها لفاعليتها وجودتها، مادة الفيرميكيوليت بحد ذاتها هي مادة معدنية خفيفة غير نشطة تساعد على إمتصاص الهواء والرطوبة وتثبت في الجذور. بجانب ذلك يمكن أن يستعمل “الخث” الذي يطلق عليه أيضاً “الكابول” وهو مادة ترابية تتكون طبيعياً من بقايا النباتات التي تعفنت جزئياً وتراكمت في المستنقعات، كذلك “الغثاء” وهو خليط يحتوي على زبل الأبقار يستخدم في إستنبات العقل. أظهرت الأبحاث أن إزالة الأوراق والبراعم يحد من نمو الجذور في العقل وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر عدم نموها، وذلك يرجع إلى عدد من المواد التي تشبه الهرمونات تنتجها الأوراق والدرنات، تنتقل إلى الجزء المقطوع من العقلة لتحفز نمو الجذور.
تلك المواد تعمل على تنظيم عمليات النمو في النبات لذلك يطلق عليها “منظمات نمو” وهي تضم عدد متنوع من المواد، أكثرها تأثيراً “الأوكسينات” والأوكسجين الطبيعي الذي يساعد على إنتاج الأوراق والبراعم، كما ينتقل عبر اللحاء إلى قاعدة العقلة ليعمل على تحفيز نمو جذور عرضية وحدوث عمليات الإنقسام الأولي للخلايا المشتركة في تكوين الجذور. وأظهرت الأبحاث أيضاً أن للأوكسينات الإصطناعية تأثير أكبر على نحو كبير في التجذير بالعقل مقارنة بالسايتوكينيات التي تحفز نمو الأغصان في النبات. عادة ما يتم إستخدام أندول البيوتريك “IBA” لتنشيط عملية التجذير في العقل بينما يتم إستخدام السايتوكينينات للحث على نمو الأفرع في النبات.
تتغير المواد الكيميائية الحيوية في النبتة عامة والعقلة خاصة أثناء تعاقب مراحل النمو بها. لذلك فإن الربط بين الموعد والموسم الذي يتم فيه فصل العقل هو من الأمور اللازم مراعاتها لنجاح عملية الزراعة. حيث أنه وعلى سبيل المثال عقل الأشجار متساقطة الأوراق لا تنمو جذورها بسهوله إذا ما تم تعقيلها وزراعتها في فترة السبات، إلا أنه ينمو المجموع الجذري بها بعد مرور تلك الفترة. بينما في الأشجار دائمة الخضرة غالباً ما تكون الجذور قابلة للنمو في أي وقت من العام. لاحظ أن هذا العامل متغير وغير ثابت لتنوع أصناف وأنواع النباتات وخصائصها بطبيعتها.
يعد توافر المواد المغذية في وسط زراعة العقلة أمر ضروري لنموها ونجاح زراعتها، حيث تتطلب عملية التجذير معدلات مرتفعة العناصر المغذية بجانب السكريات التي يتم تكوينها من عملية التمثيل الضوئي لإنقسام الخلايا ولتكوين الجدران وزيادة سماكتها، حيث تساعد زيادة سماكة الجدران على جعل العقلة أكثر قوة وثباتاً. لاحظ أنه عند إزالة الأوراق من العقل تنخفض كمية السكريات المنتجة بها واللازمة في تكوين الأحماض النووية والإنقسامات.
كما تساعد إرتفاع معدلات النيتروجين في التربة على زيادة معدل نمو الأغصان الأمر الذي قد يؤثر سلباً على معدل نمو الجذور، أيضاً تنتقل الأوكسينات والسكريات من الأوراق والبراعم لقاعدة العقلة في إتجاه نمو الجذور.
يمكن للعقل الفرعية المتخشبة بدون أوراق أن تنمو جذورها على نحو جيد في الظلام، بينما تحتاج العقل الفرعية الخضراء “العقل المتخشبة ذات الأوراق” إلى توافر الضوء لحدوث عملية التماثل الضوئي. مع مراعاة عدم شدة الإضاءة لعدم حدوث جفاف من تزايد عملية النتح في النبات وحدوث إضطراب في نمو الجذور، وهو الأمر الذي يمكن التحكم به من خلال رفع درجة الرطوبة في الهواء أو نقل العقل إلى مكان أكثر ملائمة. ويلاحظ أن الإضاءة المنخفضة لها تأثير إيجابي على زيادة ونمو الجذور في العقل.
يجب توفير درجة الحرارة الملائمة لنمو الجذور من العقل، وهي تتراوح بين 15 إلى 20 درجة مئوية وفي بعض العقل قد تصل إلى 25 درجة مئوية. لاحظ أن إرتفاع درجة الحرارة كثيراً يساعد على نمو الأغصان قبل الجذور، وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث جفاف في العقلة بسبب نقص المياه بها. وينصح بزراعة العقل في مستنبت دافيء داخل صناديق مخصصة لتشجيع الجذور على النمو.
تحتاج العقلة إلى إمداد مستمر بالماء بعد فصلها من النبتة الأم، لذلك يجب توفير الرطوبة لها في المستنبت لتكوين ونمو الجذور. مع ملاحظة أن كثرة الأوراق تؤدي إلى فقدان المياه منها وفي بعض الأحيان جفاف العقلة حتى وقبل نمو الجذور، لهذا ينصح بإزالة بعض الأوراق لتقليل الفاقد من المياه في عملية النتح.
يمكن إستخدام رش المياه “الضباب الإصطناعي” عند شتل العقل في المشاتل سواء إذا كانت بلاستيكية أو زجاجيةلرفع درجة الرطوبة في الهواء.